أكد مدير مركز أجواد للرعاية المجتمعية بجدة فؤاد محمد القرني تكثيف الجولات خلال الفترة المقبلة لرصد المرضى النفسيين والمشردين أو التائهين الذين استوطنوا الطرقات والمساحات أسفل الجسور بغرض تقديم خدمات مجانية لهم تتمثل في العناية الشخصية والعلاج والإيواء، وقال بأن الخدمات الإنسانية التي يقدمها المركز تعد الأولى من نوعها على مستوى الشرق الأوسط كمؤسسة غير ربحية.
«المدينة» قامت بزيارة المركز وتجولت في أرجائه والتقت بمديره فؤاد القرني الذي شرح آلية العمل في المركز وقال بأن الفئة العمرية المستهدفة من 18 وما فوق حيث يقوم المركز بإقناع الحالة بنقله إلى مستشفى الصحة النفسية لتشخيص حالته الصحية ومن ثم إعادته إلى مركز «أجواد» لتقديم الرعاية والتأهيل.
وأوضح أن من بين تلك الخدمات هي تقديم العلاج والخدمات الشخصية كالملابس وغيرها وإصدار الهوية الوطنية وتسجيله بالضمان الاجتماعي وكذلك الشؤون الاجتماعية وبعض البرامج الأخرى لتحقيق حياة كريمة له.
واستعرض أحد الحالات التي تم علاجها والإشراف عليها حيث بدأت الفرق الميدانية برصدها وإقناعه بضرورة العلاج والاستفادة من الخدمات التي يقدمها المركز، وأضاف: «بعد محاولات عدة تمكنت الفرقة الميدانية من إقناع الحالة واصطحابها لعمل الفحوصات اللازمة بمستشفى الصحة النفسية ومن ثم إعادتها للمركز وتقديم خدمات النظافة الشخصية وذلك بتوفير غرفة مجهزة لحلاقة شعر الرأس ودورة مياه للنظافة ومستودع صغير للملابس».
وأوضح بأن هناك تشابه كبير بين بعض الحالات المرضية كمرضى الإدمان والمرضى النفسيين وقال إن المركز خصص خدماته للمرضى النفسيين حيث يقوم في حال اكتشاف أنه من مرضى الإدمان يتم تقديم الرعاية له وتأهيله نفسيا لتلقي العلاج وتسليمه بموجب محضر رسمي لمستشفى الأمل لتتم معالجته.
وأكد القرني بأن المركز يحتوي على العديد من المرافق كغرف النوم وصالة الطعام وصالة الألعاب وساحة خارجية للجلوس والأنشطة الثقافية والرياضية بجانب توفير جميع الخدمات التي من الممكن أن تحتاجها الحالة المُستضافة.
كما يوفر المركز خدمات أخرى منها الدورات التدريبية وتقديم برامج مهنية ومحاولة توفير فرصة وظيفية تتناسب مع قدرات الأشخاص الموجودين وذلك لإعانتهم وتحفيزهم على الاعتماد على أنفسهم وبناء حياة كريمة.
وأوضح أن هذه الخدمات قُدِمت للعديد من المرضى بدافع ديني واجتماعي ليصبحوا أفرادا صالحين وفاعلين في المجتمع مشيرا إلى أن العمل مستمر لجذب هذه الحالات من خلال فريق الوصول الذي لا يدخر جهدا للبحث والمساهمة بتقديم الخدمات الإنسانية الفريدة والغير مسبوقة. وبين أن المركز يقوم بمتابعة الحالات بعد مغادرتها للتأكد من سلامتها وتمكنها من الاعتماد على نفسها موضحا بأن هذه الأعمال تطوعية بالكامل وتتلقى الدعم المالي من فاعلي الخير وبعض المؤسسات الخيرية وعلى رأسها مؤسسة الراجحي الخيرية.
وفي لقاء مع أحد الحالات التي تمت رعايتها بالمركز قال (غ.ي.م) بأن المركز ساعده كثيرا في استعادة صحته وعافيته بعد أن قدم له العديد من الخدمات موضحا بأنه كان يعاني من مرض الفصام الشخصي وقدم من إحدى المدن إلى جدة بحالته المرضية جاهلاً بالطريقة التي وصل بها إلى مدينة جدة ليستوطن تحت الجسور ويتخذ من الطرقات مساكن له.
وأوضح (غ.ي) بأن المركز قام بإيوائه سنة كاملة بعد أن تعذر الوصول إلى أهله بسبب الخلافات والمشكلات التي تسببت في تدهور حالته الصحية والنفسية.